Jan 11, 2011

قصة نجاح رقم 1 : الشاب شرف مليونير من أكوام القمامة




تركه الجميع.. وصفوه بالمجنون.. كثر حوله الهمز واللمز، لكنه لم يعبأ وقرر ألا يتخلى عن حلمه برغم ما جلبه إليه من مشكلات.. كان يدرك أنه سينجح؛ لأنه اتخذ سبيلا لكل أسباب النجاح، وبعد مرور 7 سنوات على بداية تنفيذ حُلمه أصبح صاحب أحد أفضل قصص النجاح في مصر


إنه شرف إمام سلامة (31 سنة) أشهر زبال (جامع قمامة) في مصر حاليا، تخرج في كلية العلوم قسم ميكروبيولجى عام 1999 من جامعة الأزهر.. عمل بعد تخرجه في هيئة المصل واللقاح لمدة عام، وبرغم نجاحه بها فإنه لم يقنع براتبه القليل داخل الهيئة، وشعر أن بداخله أحلاما وطموحات أكثر بكثير من الوظيفة الحكومية، وعلى الفور ترك هيئة المصل واللقاح وأنشأ جمعية أهلية لحماية البيئة ونظافة المجتمع



وجمع القمامة مقابل الحصول على 3 جنيهات من كل منزل، وبسرعة نجح في الحصول على منحة من وزارة التضامن الاجتماعي، عبارة عن سيارة نصف نقل وبعض أدوات النظافة


ثبات برغم الضغوط

بدأ شرف بالفعل تطبيق مشروعه فجمع بعض شباب القرية وشرعوا في تنفيذ مخططهم في قرية البراجيل بالجيزة، لكنهم واجهوا صعوبات عديدة اختلطت فيها المعوقات الاجتماعية مع الاقتصادية، فبمجرد الإعلان عن المشروع واجه انتقادات حادة من أسرته وأقاربه وجيرانه، فالكل عاب عليه اشتغاله زبالا، كما أطلقوا عليه، خاصة أنه الشاب الحاصل على بكالوريوس العلوم، وهو المميز الذي ترك الوظيفة في أحد أهم الهيئات الحكومية وقرر تجميع القمامة من منازل قرية البراجيل


استمر الضغط على شرف للتخلي عن فكرته لكنه رفض وكان على يقين أن المشروع سينجح وأنه على حق، وأدرك أن عليه الصبر حتى يثبت للجميع أن تفكيره هو الأكثر عقلانية، فضلا عن ذلك واجه شرف صعوبات في عملية تجميع القمامة، فغالبا ما كان يرفض أهالي القرية دفع المقابل الشهري، وهو 3 جنيهات أو كانت العمارة بأكملها تدفع 3 جنيهات فقط، لكن بعد مرور 4 أشهر بدأ أهالي القرية يشعرون بفارق كبير في حياتهم، فشوارعهم أصبحت أكثر نظافة وتحضرا، وكذلك منازلهم، واختفت أكوام القمامة التي كانت تستقبل أي زائر للقرية، وبدأ الأهالي ينتظمون في دفع مقابل الخدمة، وشعروا بأهمية وجود شرف وجمعيته، بل الأكثر من ذلك أن مجموعات من الشباب كانت تقبل عليه للعمل معه


من الجمع للتصنيف

هذا النجاح الذي حققه شرف شجعه على تطوير مشروعه، فلم يتوقف عند حد جمع القمامة فقط لكنه قرر تصنيفها وفرزها، ويقول شرف: حققت مكاسب كبيرة مع التصنيف، فالورق تصل نسبته بالقمامة إلى 15%، وكنت أبيع الطن منه بحوالي 30 جنيها، والزجاج ونسبته 3% يصل ثمن الطن إلى 80 جنيها، وطن البلاستيك 800 جنيه، أما أسعار المعادن المستخرجة من القمامة فتتراوح بين 3 و6 آلاف جنيه.


ويضيف: بعد 5 سنوات من بداية مشروعي حققت المليون الأول، وأقبل شباب على العمل معي، وكان راتب الشاب يتراوح بين 400 و600 جنيه، وبدأت في توسيع مشروعي، وجمعت القمامة من القرى المجاورة، وازدادت أرباحي بشكل معقول، والأهم من ذلك أن الجميع بدأ يشارك في إنجاح مشروعي، خاصة أئمة المساجد الذين شجعوني كثيرا، وكانوا يحثون المواطنين على التعاون معي.


ثروة هائلة

يؤكد شرف أن القمامة من أغنى الموارد التي يمكن استغلالها، خاصة قمامة القرى والقاهرة مشيرا إلى أن الدراسات أكدت أن أرباح طن القمامة 6 آلاف جنيه، وتنتج القاهرة 15 ألف طن، ويمكن أن توفر 120 ألف فرصة عمل للشباب، ويضيف: القرى أحد أهم المصادر التي يجب استغلال قمامتها، فنسبة المعادن بها كبيرة نظرًا لعدم وجود تجار خردة لديهم مما يضطرهم إلى إلقاء المخلفات المعدنية والخشبية والبلاستيكية في القمامة.


طموح شرف لم يتوقف عند هذا الحد لكنه يسعى الآن إلى إنشاء أكبر شركة قمامة في مصر، كما تقدم بطلبات للحصول على ترخيص جمع القمامة من المؤسسات الحكومية والوزارات، فضلا عن أن العديد من الفنادق الكبرى بالمدن السياحية طلبت منه أن يقوم بمهمة جمع القمامة بها، وهو ما سيجعله يتوسع أكثر في مشروعه.



وبعد مرور سبع سنوات على بداية مشروعة أدرك الجميع أن رؤيته كانت أكثر دقة وحكمة من الجميع، وتحول معارضوه 

الزبالة المصرية منجم ذهب للمصريين


مصر هي أكبر بلد يستورد فوانيس رمضان من الصين بإجمالي 35 مليون دولار
 سنويا ، من خلال أربعة مصانع صينية معظمها في قرية "شانتو" ، يتعامل معها 7 شركات مصرية ، حيث تستورد 11 مليون فانوس رمضاني ، وتحدد للمصانع شكل الفانوس والمواصفات ونغمة الصوت والأغاني ، الدكتور عمر بركات أحد أهم المستوردين فاجأ الجميع بقوله أن الفوانيس يتم تصنيعها أساسا من القمامة التي تستوردها الصين من مصر وتقدر بحوالي 3 مليارات جنيه سنويا ، وتعيد تصنيعها في منتجات كثيرة منها الفوانيس

كل دول العالم تحوِّل القمامة إلي ثروة.. ماكينات تدور وفرص عمل تتوالد، وخامات تنتج، وتجارة تنتشر، وفي الوقت
 الذي تؤكد فيه الدراسات العلمية الحديثة أن القمامة في مصر من أغنى أنواع القمامة في العالم، وأن الطن الواحد من القمامة من الممكن أن يرتفع ثمنه إلى 6 آلاف جنيه لما يحتويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات كثيرة.. ما زالت الحكومة تستعين بشركات النظافة الأجنبية التي تكلِّف ميزانية الدولة ملايين الجنيهات، وذلك من منطلق أن كل ما هو أجنبي ممتاز "وزي الفل" حتى لو كان من بلاد "واق الواق".

فقد كشفت دراسة علمية حديثة؛ أجراها معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة عن أن قمامة مصر من أغنى أنواع القمامة في العالم، وأن الطن الواحد منها من الممكن أن يرتفع ثمنه إلى 6 آلاف جنيه؛ نظرًا لما يحتويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة.

كما أن مصر تنتج وحدها قرابة 15 ألف طن قمامة يوميًّا، ويمكن للطن الواحد أن يوفِّر فرص عمل لـ8 أفراد على الأقل، بما يعني أنها قادرة على توفير 120 ألف فرصة عمل من خلال عمليات جمعها وفرزها وإعادة تدويرها.

وأوضحت الدراسة أن هناك بعض التجارب المتعلقة بإعادة تدوير القمامة، والتي لاقت نجاحًا ملحوظًا، ووفَّرت العديد من فرص العمل للشباب، وذكرت الدراسة أن هناك مشكلةً تتمثَّل في عدم جمع نصف زبالة القاهرة من الشوارع بسبب مشكلات فنية ومادية، وأن نحو ثلث قمامة القاهرة فقط تقوم بجمعها عربات الزبالة الخاصة التابعة لأباطرة المهنة التقليديين؛ حيث يقومون بتصنيفها إلى مجموعات مختلفة؛ تمهيدًا لإعادة معالجة نحو 80% منها.

وذكرت مصلحة الضرائب في تقرير سابق لها أن جمع وبيع مخلَّفات القمامة مسألة مربحة للغاية، وأن أباطرة جمع القمامة يجنون من ورائها ثرواتٍ طائلةً، وكي تدلِّل على هذه الحقيقة أشارت إلى أن أحد الزبالين في منطقة العمرانية تصالح مع مصلحة الضرائب ودفع لها 200 ألف جنيه ضرائب، وذلك عن نشاطه في جمع الزبالة لمدة 3 أعوام؛ الأمر الذي أثار التساؤل حول ثروة الزبالين الحقيقية.

وأشارت أرقام رسمية صادرة عن وزارة البيئة إلى أن حجم القمامة في المحافظات يتزايد عامًا بعد عام بشكل كبير، خصوصًا مع تزايد السكان، وأن ما يتم رفعه من هذه القمامة لا يزيد عن النصف، في حين يظل قسم كبير في الشوارع لا يستفاد منه، وأن حجم القمامة عام 2000م كان 20 مليون طن، ومن المتوقع أن يصل إلى 30 مليون طن عام 2016م، وهذه الكميات التي تحتوي على مواد صلبة وزجاج وورق يمكن أن توفر 9 ملايين طن من السماد العضوي؛ عن طريق تدوير القمامة لزراعة مليونَي فدان ترتفع إلى 14 مليونًا عام 2016م، وأن تنتج 3 ملايين طن ورق لتشغيل 3 مصانع و348 ألف طن زجاج، ويمكن أن يستفاد من هذه القمامة في إنتاج 415 طنًّا من حديد التسليح و110 آلاف طن بلاستيك، والاستفادة من هذه النفايات في صناعة 6.2 ملايين طن من الأعلاف لتغذية أكثر من 6.8 ملايين بقرة وجاموسة، وهو ما يعني في النهاية وفق الاحصائيات السابقة تحقيق عائد قدره مليار جنيه تقريبًا، وتشغيل 250 ألف شاب، وبالطبع رفع المستوى الصحي، وتجنُّب أمراض خطيرة تكلِّف وزارة الصحة 600 مليون جنيه سنويًّا